تاريخ لغة السويد السويدية المعاصرة

الخميس، 22 ديسمبر 2011


الفترة التي تضم اللغة السويدية كما هي متحدثة الآن في أيامنا هذه يطلق عليها في الاصطلاح اللغوي بالسويدية (nusvenska) - حرفيا السويدية الآن - والتي بدأت في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر. لقد شهدت هذه المرحلة عملية تبسيط اللغة الرسمية المكتوبة في أذهان الشعب وجعلها أكثر قربا من اللغة المتحدثة. كما أدى نمو وتوسع أنظمة التعليم الحكومية إلى نشأة ما يسمى بالسويدية (boksvenska) - حرفيا كتاب سويدي - بين الأوساط العاملة حيث أثر الهجاء إلى حد ما على النطق خاصة في سياق المكاتبات الرسمية. ومع بزوغ عصر التصنيع والتقدم الحضاري بالسويد، ترك نسل جديد من الكتاب علامات بارزة في تاريخ الأدب السويدي. عديد من الباحثين والسياسيين والرموز العامة الأخرى كان لها أثرُ عظيمُ على اللغة القومية الجديدة النامية، ومن بين هؤلاء كتاب غزيروا الإنتاج مثل الشاعر جوستاف فروينج والكاتبة سلمى لايروف الحاصلة على جائزة نوبل، والكاتب المسرحي الراديكالي أوغست ستريندبرغ.

كان خلال القرن العشرين فقط حين ظهرت لغة سويدية موحدة وقياسية لكل السويديين. ومع عصر الإصلاح الهجائي في عام 1906 أصبحت الأورثوجرافيا متوازنة بشكل نهائي، وذات صيغة موحدة بشكل كامل تقريباً، إلا من استثناءات قليلة لبعض الحالات الشاذة الغير هامة. لقد كانت اللغة وقتها هي نفسها كما هي اليوم على ألسنة السويديين إلا استثناءات فيما يتعلق باللغة المكتوبة بالأخص لحالة صيغ الجمع في الأفعال ونظام تحليل لغوي مختلف بشكل أقل أهمية. فقد بقيت صيغ الجمع في الأفعال بلا تقليص في استعمالها في الكتابات الرسمية حتى خمسينيات القرن العشرين، حيث تم إلغاؤها نهائياً وبشكل رسمي من الدولة حتى من جميع التوصيات الرسمية.

شهدت اللغة السويدية تغيراً كبيراً وملحوظاً في ستينيات القرن العشرين، بما يسمى du - reformen أو: "إصلاح - أنت". فسابقاً كانت الطريقة الخاصة بالإشارة إلى أشخاص من نفس الطبقة الاجتماعية أو أعلى تتم باستخدام اللقب واسم العائلة. فاستخدام herr (السيد - الأستاذ)، fru (سيدة - مدام)، fröken (آنسة) كان مقبولاً فقط في المحادثات الابتدائية الأولى مع غرباء لا تعرف عملهم أو لقبهم العلمي أو رتبتهم العسكرية مثلاً.

حقيقة أنه كان من الأفضل الإشارة إلى من تحدثه باستخدام الضمير الثالث أدت إلى مزيد من التعقيد في المحادثات بين أفراد المجتمع. في أوائل القرن العشرين انعقد اجتماع لم يكلل بالنجاح لبحث إمكانية إبدال ضرورة ذكر اللقب باستخدام الضمير ni (الضمير الثاني للجمع - أنتم) المكافئ لـ"vous" الفرنسية، وتم الطعن والتجريح في هذا الاستخدام كصيغة أقل شيوعاً للضمير du (أنت) المستعمل في الإشارة إلى أشخاص من الطبقات الاجتماعية الأقل.

وفى أعقاب المرحلة الليبرالية والراديكالية الجذرية بالمجتمع السويدي في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، أصبح التمييز الطبقي السابق أقل أهمية، بينما صارت صيغة du هي شائعة الاستعمال للإشارة إلى كل الأشخاص من كل الطبقات حتى في سياق المحادثات والمكاتبات الرسمية. على الرغم من أن الإصلاح لم يكن ردة فعل لأي أوامر سياسية مركزية، ولكن من الأفضل القول بأنها كانت تغيراً جارفاً شب في السلوك الاجتماعي للسويديين، واكتمل التغيير في قليل من السنين من أواخر الستينيات حتى أوائل السبعينيات. مع ذلك ما زالت صيغة الضمير ni تتردد إلى اليوم بين أوساط الأجيال الجديدة كصيغة تتمتع بالقبول للتخاطب مع الأشخاص الأكبر سناً، كما تستخدم من وقت لآخر من قبل موظفي المبيعات اتجاه العملاء كنوع من الاحترام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق